فصل: (سورة الجاثية: الآيات 7- 10).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{الدنيا} معا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
{وترى} بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش.
{وحاق} لحمزة. ولا إمالة ولا تقليل في {وبدا} لأنه واوي.
المدغم الصغير:
{اتخذتم} لغير المكي وحفص ورويس.
الكبير:
{سخر لكم} معا. {بصائر للناس} {الصالحات سواء} {إلهه هواه} {آيات الله هزوا}. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الجاثية:
قوله تعالى: {وما يبث من دابة آيات} {وتصريف الرياح آيات} يقرآن بالرفع والنصب ودليل النصب فيه كسرة التاء فالحجة لمن رفع أنه جعل الآيات مبتدأة وما تقدم من الصفة وما تعلقت به خبرا عنها.
ولمن نصب وجهان أحدهما العطف على الأول وفيه ضعف عند النحويين لأنه عطف على معمولي عاملين مختلفين على إن وهي تنصب وعلى في وهي تخفض والثاني أن تبدل الآيات الثانية من الأولى ويعطف بالثالثة على الثانية وإن اختلفت الآيات فكانت إحداهن في السماء والآخرى في الأرض فقد اتفقا في أنهما خلق لله عز وجل.
قوله تعالى: {وآياته يؤمنون} يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه في أمثاله.
قوله تعالى: {ليجزي قوما} يقرأبالياء إخبارا من الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه وبالنون إخبارا من الله عز وجل عن نفسه.
قوله تعالى: {لهم عذاب من رجز أليم} يقرأ برفع الميم وخفضها وقد تقدم ذكر العلة فيه.
قوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم} يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن نصب انه عدى إليه قوله أن يجعلهم سواء والحجة لمن رفع أنه جعل قوله: {كالذين آمنوا} هو المفعول الثاني ورفع {سواء} بالابتداء و{محياهم} الخبر وقد يجوز لمن جعل {كالذين آمنوا} المفعول الثاني أن ينصب {سواء} على الحال ويقف عليه.
قوله تعالى: {وجعل على بصره غشاوة} يقرأ بكسر الغين وإثبات الألف وبفتحها وحذف الألف فالحجة لمن كسر الغين أنه جعله مصدرا مجهو لا كقولك الولاية والكفاية والحجة لمن فتح الغين أنه جعله كالخطفة والرجعة وقال بعض أهل النظر إنما قال: {غشاوة} لاشتمالها على البصر بظلمتها فهي في الوزن مثل الهداية.
قوله تعالى: {والساعة لا ريب فيها} إجماع القراء على الرفع إلا حمزة فإنه قرأه بالنصب فالحجة لمن رفع أن من شرط إن إذا تم خبرها قبل العطف عليها كان الوجه الرفع ودليله قوله تعالى: {أن الله بريء من المشركين ورسوله}.
فأما حجة حمزة فإنه عطف بالواو لفظ الساعة لأنها من تمام حكاية قولهم وعلى ذلك كان الجواب لهم في قوله: {قلتم ما ندري ما الساعة}.
قوله تعالى: {فاليوم لا يخرجون} يقرأبفتح الياء وضمها وقد ذكر. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

45- سورة الجاثية:
{إن في السموات والأرض لآيت للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة ءايت لقوم يوقنون واختلف الليل والنهار وتصريف الريح ءايت لقوم يعقلون}.
قرأ حمزة والكسائي {وما يبث من دابة آيات} {وتصريف الرياح آيات} بالخفض فيهما وقرأ الباقون بالرفع فيهما قوله: {وما يبث من دابة آيات} جاز الرفع فيها من وجهين أحدهما العطف على موضع إن وما عملت فيه فيحمل الرفع على الموضع فتقول إن زيدا قائم وعمرا وعمرو فتعطف بـ: عمرو على زيد إذا نصبت وإذا رفعت فعلى موضع إن مع زيد والوجه الآخر أن يكون مستأنفا على معنى وفي خلقكم آيات ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة قال سيبويه آيات رفع بالابتداء ووجه قراءة حمزة والكسائي في قوله: {وما يبث من دابة آيات} {وتصريف الرياح آيات} فعلى أنه لم يحمل على موضع إن كما حمل الرفع في الموضعين ولكن حمل على لفظ إن دون موضعها فحمل {آيات} في الموضعين على نصب إن في قوله: {إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين} وإنما كسرت التاء لأنها غير أصلية فإن سأل سائل فقال كيف جاز أن يعطف بحرف واحد على عاملين مختلفين إن في قوله: {إن في السموات} والعامل الثاني قوله: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} ثم قال: {واختلاف الليل} فعطف بالواو على عاملين وسيبويه لا يجيزه قيل يجوز أن تقدر في في قوله تعالى: {واختلاف الليل والنهار} وإن كانت محذوفة في اللفظ وإنما لم يذكر لأن ذكره قد تقدم في موضعين في قوله: {إن في السموات} {وفي خلقكم} فلما تقدم ذكره في هذين لم يذكره وعلى مذهب الأخفش يجوز أن يعطف على عاملين كقوله تعالى: {واختلاف الليل} عطف على قوله: {وفي خلقكم} وعلى قوله: {إن في السموات} قال ومثله في الكلام إن في الدار زيدا والحجرة عمرا فقد عطف على عاملين مختلفين.
{تلك ءايت الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وءايته يؤمنون}.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص {وآياته يؤمنون} بالياء وقرأ الباقون بالتاء.
وحجة الياء قوله قبلها {لآيات للمؤمنين} 3 {ولقوم يعقلون} 5 قال أبو عبيدة مع هذا قد خاطب النبي صلى الله عليه فقال: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق} فكيف يجوز أن يقال للنبي صلى الله عليه بأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون بالتاء أي تؤمن أنت وهم بل إنما قال فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمن هؤلاء المشركون وشاهدها قوله في المرسلات: {فبأي حديث بعده يؤمنون} لم يختلف فيه أنه بالياء فهذه مثلها.
وحجة التاء هي أن الكلام جرى عقيب الخطاب في قوله: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} فالمعنى فبأي حديث أيها المشركون بعد كتاب الله تؤمنون ويجوز أن يكون تمام الخطاب عند قوله: {نتلوها عليك بالحق} ثم استأنف بالفاء على معنى قل لهم فبأي حديث بعد ذلك تؤمنون.
{والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم}.
{من رجز أليم} قد ذكرت في سورة سبأ.
{قل للذين ءآمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون}.
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {لنجزي قوما} بالنون على إخبار الله عن نفسه أي نحن نجزي وحجتهم قوله: {ذلك جزيناهم بما كفروا} وقرأ الباقون {ليجزي} بالياء أي ليجزي الله.
وحجتهم أن ذكر الله قد تقدم في قوله: {لا يرجون أيام الله} فيكون فاعل يجزي.
{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءآمنوا وعملوا الصلحت سواء محياهم ومماتهم}.
قرأ حمزة والكسائي وحفص {سواء محياهم} بالنصب جعلوه المفعول الثاني من {نجعلهم} الهاء والميم المفعول وإن جعلت {كالذين آمنوا} المفعول الثاني نصبت {سواء} على الحال وترفع {محياهم} بمعنى استوا محياهم ومماتهم والمعنى أحسبوا أن نجعلهم سواء محياهم ومماتهم أي أن يعطوا في الآخرة كما أعطوا في الدنيا.
وقرأ الباقون {سواء} بالرفع جعلوه مبتدأ وما بعده خبرا عنه قال مجاهد قوله: {سواء محياهم ومماتهم} أي يموت المؤمن على إيمانه ويبعث عليه ويموت الكافر على كفره ويبعث عليه وهذا التفسير يدل على هذه القراءة.
{وجعل على بصره غشوة}.
قرأ حمزة والكسائي {غشوة} بفتح الغين وقرأ الباقون {غشاوة} وحجتهم قوله: {وعلى أبصارهم غشاوة} قال الفراء كأن غشاوة اسم وغشوة شيء يغشي البصر في مرة واحدة وفي وقعة واحدة مثل الرمية والوقعة.
{وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها}.
قرأ حمزة {والساعة لا ريب فيها} بالنصب وقرأ الباقون بالرفع ورفعها من وجهين أحدهما أن تعطفه من الأول فتعطف جملة على جملة على معنى وقيل الساعة لا ريب فيه والوجه الآخر أن يكون المعطوف محمولا على موضع إن وما عملت فيه وموضعها رفع وحجتهم إجماع الجميع على قوله: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} ومن نصب حمله على لفظ الوعد المعنى وإذا قيل إن وعد الله حق وإن الساعة مثل إن زيدا منطلق وعمرا قائم.
{فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون}.
قرأ حمزة والكسائي {فاليوم لا يخرجون منها} بالفتح جعلا الفعل هم وقرأ الباقون {لا يخرجون} بالرفع وحجتهم قوله: {ربنا أخرجنا منها} ويقوي الرفع قوله: {ولا هم يستعتبون} فكذلك ما تقدم هذا ليكون الكلام على نظم واحد. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الجاثية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الجاثية: الآيات 1- 2].

{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}.

.الإعراب:

{تنزيل} مبتدأ مرفوع {من اللّه} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ.
وجملة: {تنزيل الكتاب من اللّه} لا محلّ لها ابتدائيّة.

.[سورة الجاثية: الآيات 3- 5].

{إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لآيات لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آيات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}.

.الإعراب:

{في السموات} متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد {للمؤمنين} متعلّق بنعت لآيات.
جملة: {إنّ في السموات} {لآيات} لا محلّ لها استئنافيّة.
4- (الواو) عاطفة في الموضعين {في خلقكم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {آيات} {ما} موصول في محلّ جرّ معطوف على خلقكم بتقدير مضاف أي خلق ما يبثّ {من دابة} تمييز ما- أو حال من العائد المقدّر- {لقوم} متعلّق بنعت لآيات.
وجملة: {في خلقكم} {آيات} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: {يبثّ} لا محلّ لها صلة الموصول {ما} وجملة: {يوقنون} في محلّ جرّ نعت لقوم 5- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة {اختلاف} مجرور بحرف جرّ محذوف دلّ عليه الجارّ المتقدّم {في} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ آيات. {ما} موصول في محلّ جرّ معطوف على اختلاف بالواو {من السماء} متعلّق بـ {أنزل}. {من رزق} متعلّق بـ {أنزل}. (الفاء) عاطفة {به} متعلّق بـ {أحيا}. {بعد} ظرف منصوب متعلّق بـ {أحيا}. معطوف على اختلاف مجرور {لقوم} متعلّق بنعت لآيات.
وجملة: {في اختلاف الليل} {آيات} لا محلّ لها معطوفة على جملة في {خلقكم} {آيات} وجملة: {أنزل اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: {أحيا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل وجملة: {يعقلون} في محلّ جرّ نعت لقوم (الثاني).

.[سورة الجاثية: آية 6].

{تِلْكَ آيات اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وآياته يُؤْمِنُونَ (6)}.

.الإعراب:

{تلك} اسم اشارة في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة نتلوها. {عليك} متعلّق بـ {نتلوها}. {بالحقّ} متعلّق بحال من فاعل نتلوأومفعوله (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّ) متعلّق بـ {يؤمنون} والاستفهام فيه معنى الأنكار (بعد) ظرف منصوب متعلّق بـ {يؤمنون} بحذف مضاف أي بعد حديث اللّه.
جملة: {تلك آيات اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {نتلوها} في محلّ رفع خبر المبتدأ تلك وجملة: {يؤمنون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فبأيّ حديث يؤمنون.

.[سورة الجاثية: الآيات 7- 10].

{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيات اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتنا شَيْئًا اتَّخَذَها هُزُوًا أولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ ولا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئًا ولا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أولياءَ ولهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (10)}.

.الإعراب:

{ويل} مبتدأ مرفوع. {لكلّ} متعلّق بمحذوف خبر.
جملة: {ويل لكلّ أفّاك} لا محلّ لها استئنافيّة.
8- {عليه} متعلّق بـ {تتلى}. {كأن} مخفّفة من الثقيلة. واسمها ضمير الشأن محذوف (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب {بعذاب} متعلّق بـ (بشره).
وجملة: {يسمع} في محلّ جرّ نعت ثان لأفّاك.
وجملة: {تتلى} في محلّ نصب حال من آيات.
وجملة: {يصرّ} في محلّ جرّ معطوفة على جملة يسمع وجملة: {كأن لم يسمعها} في محلّ نصب حال من فاعل يصرّ وجملة: {لم يسمعها} في محلّ رفع خبر كأن المخفّفة وجملة: {بشّره} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فبشّره.
9- (الواو) عاطفة {من آياتنا} متعلّق بحال من {شيئا}. {هزوا} مفعول به ثان عامله اتّخذ {لهم} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ {عذاب}.
وجملة: {علم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {اتّخذها} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: {أولئك لهم عذاب} لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: {لهم عذاب} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك} 10- {من ورائهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جهنم (الواو) عاطفة {لا} نافية {عنهم} متعلّق بـ {يغني}. {ما} حرف مصدريّ في الموضعين. {شيئا} مفعول يغني. (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.
والمصدر المؤول {ما كسبوا} في محلّ رفع فاعل يغني والمصدر المؤول {ما اتّخذوا} في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الإغناء. والمفعول به مقدّر.